-A +A
خالد السليمان
ما هو الألم المضاعف ؟! هو عندما تتألم من سوء تجربتك مع خطوط طيرانك الوطنية، ثم تتألم من مقارنتها بتجربة جيدة مع شركة طيران أجنبية !

خلال أسبوعين أُتيحت لي تجربتا سفر طويلتان ذهاباً وإياباً مع شركتنا الوطنية ومع شركة طيران خليجية (الاتحاد)، فوجدت نفسي في مأزق مقارنة مؤلمة، فالنفس تهوى ما يحمل هويتها الوطنية ويمت لجنسية بلادها، لكن الخدمات التي تقدم مقابل المال لا ترتهن للمشاعر العاطفية وحدها !


ما زاد الأمر مرارة أن تجربة الفائز بالمقارنة كانت على متن الدرجة السياحية، بينما تجربة الخاسر كانت على درجة الأعمال، وعندما تسعدك تجربة سفر على الدرجة السياحية أكثر من درجة الأعمال، يجب أن تعرف أن هناك مشكلة حقيقية، وأن على القائمين على الإدارة أن يتواضعوا قليلاً ليتعرفوا على مشاعر مسافريهم دون إنكار ذاتي !

وللأمانة حسن تعامل طاقم الخدمة كان متساوياً، لكن الفارق كان في تفاصيل الخدمات، وخيارات الوجبات، وخدمة الإنترنت الرخيصة وغير المحدودة التي قدمها الناقل الخليجي مجاناً لتطبيقات الدردشة، وبتكلفة لا تتجاوز ٩.٩٩ دولار للاستخدام الشامل طوال مدة الرحلة، مع وجود قناة بث مباشر لأهم مباريات الدوري الإنجليزي، بينما على متن طائرات ناقلنا الوطني بات من النادر أن تتوفر خدمة الإنترنت وإذا توفرت فتكلفتها باهظة جداً، ومدتها محدودة جداً. واليوم عندما تنطلق في سباق المنافسة وتتسلح بهوية مميزة تذكر أجيالاً من المسافرين بأوقات التميّز والتفوق يصبح الإخفاق محبطاً، خاصة عندما تصاحبه حملات إعلانية وتسويقية غير واقعية مكلفة يقابلها تخفيض في الإنفاق على مستوى الخدمات ووجبات الطعام، وارتفاع في أسعار التذاكر، ناهيك عن إلزام العديد من رحلات مسافري الرياض بالتوقف المزعج في محطة جدة والتحول من الرحلة الدولية إلى الداخلية وكأن معاناة سير الحقائب لا تكفي مرة واحدة بل يجب خوضها مرتين، مع احتمال كبير بعدم التحاق حقائبك بك في رحلة المواصلة، مما يكبدك عناء انتظار مقتنيات ضرورية، بالإضافة لمشوار العودة للمطار لاستلامها لاحقاً كما حصل في حالتي دون أي اعتذار أو رد على مطالبة التعويض !

والناقل الوطني واجهة وطنية، ولدي وفاء وعاطفة تجاهه راكمتها سنوات طويلة من السفر، لذلك أجد نفسي معنياً بنقد تراجع مستواه في آخر ٣ سنوات، وأمل كبير بأن يعود ليحلّق مجدداً بثقة في سماء تملؤها الطائرات وتحكمها المنافسة الشديدة والخيارات العديدة !

باختصار.. كتبت عند إطلاق الهوية الجديدة محتفياً إنها عودة إلى هوية التميّز، لكن الهوية وحدها لا تحقق التميّز بل ما يصنعه جوهر العمل ونتاجه !